حذّر فاعلون مدنيون مهتمّون بالشأن المناخي والعمل البيئي من النشرة الإنذاريّة من مستوى يقظة برتقالي التي أعلنتها المديرية العامة للأرصاد الجوية، وارتقبت تسجيل تساقطات مطرية قوية أحيانًا رعدية مصحوبة بهبات رياح، مع تساقط محلي للبرد، وكذا تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 2000 متر، وطقس بارد في عدد من مناطق المملكة.

مضامين التحذير تعود إلى ما جرى خلال الفيضانات الأخيرة، وهو ما جعل الفاعلين سالفي الذكر يشددون على “ضرورة التعاطي بجدية مع هذه النشرة، لاسيما أنها تهمّ فترة زمنية تبدأ من الإثنين وإلى غاية يوم الأربعاء”، مبرزين أن “أيّ تحرك يناقض ذلك قد يعرّض الساكنة مرة أخرى لمآس؛ وحتى لو كانت النشرة ليست في الحد الأقصى من الإنذار فإنها قد تتغير في أي لحظة وخارج توقعاتنا”، وفقهم.

جهود مشتركة

عبد الوهاب نجيب، فاعل بيئي ومدني بالجنوب الشرقي، أشار إلى أن “الأضرار التي خلفتها التساقطات الأخيرة على مستوى المنطقة، وعرّت للجميع هشاشة البنية التحتية، جعلت كلّ نشرة إنذاريّة تمثل مصدر تحرّك”، مضيفا أن “نقاطاً في الجهة غير مشمولة بما تم ذكره داخل النشرة الإنذارية، غير أن ذلك لم يمنع من التنسيق بين مختلف الفاعلين لتفادي أي كوارث ممكنة”.

نجيب، أثناء حديثه لهسبريس، ذكر أن “السلطات توجد في حالة تأهب حاليا في بعض المناطق، من خلال تهيئة الطرق وتسهيل المرور وعمليات الإنقاذ إذا كان هناك أي مشكل”، مبرزاً أن “الفاعلين المدنيين بدورهم في مختلف المناطق يلعبون دوراً مهما لتحسيس الساكنة وأخذها على الامتثال الكامل للتوصيات التي تسوقها السلطات المختصة كلما كان الخطر محدقاً أو وشيكاً”.

الفاعل المدني عينه أورد أن “التدخل العاجل صار الآن ضرورة، فما سبق أصبح درساً قاسيا علينا أن نتعظ منه”، لافتاً إلى أن “الوضع السابق أحدث ضرراً كبيراً للبلاد والعباد، إذ تعرض القطاع الفلاحي، الذي يشكّل القطاع الأصلي للساكنة في المجتمعات الواحية، لأضرار سيكون لها ما بعدها”، وزاد: “لابد أن نجنب جميع المغاربة أي كوارث طبيعية، وأن نحصن حياتهم وحقوقهم… هذا جهد مشترك”.

وضع مختلف

رشيد فاسح، رئيس جمعية “بييزاج” للبيئة، شدد على أننا “دخلنا مرحلة مختلفة عن السابق، عنوانها التعامل مع حالات الطوارئ بالحزم الكامل؛ وهذه توصيات الجهات الأممية على خلفية التغيرات المناخية”، موضحاً أن “الأمر يشمل ارتفاع درجة الحرارة كما ينسحب على التساقطات المطرية والثلجية، وغيرها”، وأورد: “يجب اتخاذ الحيطة والحذر من أجل تلافي جميع هوامش الخطأ”.

فاسح أكد في تصريحه لهسبريس على “العمل وفق الاستشعار القبلي وتفعيل اللجان الولائية والإقليمية الخاصة بحالات الطوارئ، ووضعها في حالة تأهب قصوى كلما كانت هناك نشرة إنذارية بغضّ النظر عن مستواها”، مبرزاً أنه “إذا كانت من مستوى اليقظة البرتقالي فقد تتحول إلى المستوى الأحمر في أي لحظة بحكم الكتل الهوائية وتفاعلها، وغالبًا ما تشتدّ، خصوصاً في المناطق المعنية التي تعرف أمطاراً عاصفية حادة”.

المتحدث عينه لفت إلى ضرورة جعل هذه النشرة “همّا مشتركاً بين الجميع”، منبهاً إلى “التشبيك القبلي والتعامل مع السلطات والوقاية المدنية والمجتمع المدني والساكنة”، مردفا بأن “الإشكالات التي وقعت مؤخرا تؤكد أننا لسنا بمنأى عن فيضانات مفاجئة أو مباغتة وخطيرة ومدمرة؛ وعلى المستوى المتوسط والبعيد لابد من تشييد سدود تلية في مجمل المناطق التي تواجه تحديات”.

تجدر الإشارة إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية كشفت في نشرتها الإنذارية أن أمطاراً قوية أحيانا رعدية مصحوبة بهبات رياح وبتساقط محلي للبرد (من 35 إلى 50 ملم) ستشهدها تاوريرت، وفكيك، وكرسيف، وبولمان، والرشيدية، وتنغير، وميدلت؛ وذلك من الإثنين من منتصف الليل إلى يوم الثلاثاء على الساعة السادسة صباحا.

كما أبرزت المديرية أن الظاهرة نفسها (من 25 إلى 35 ملم) ستهم كلا من ورزازات، والحوز، وصفرو، وتازة، وبني ملال، وأزيلال، والمضيق-الفنيدق، والفحص-أنجرة، وذلك ابتداء من الإثنين على الساعة السادسة صباحا إلى غاية الساعة 11 مساء، مسجلة أنه من المرتقب تسجيل تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 2000 متر (من 10 إلى 20 سم) بكل من بولمان، وأزيلال، وبني ملال، والحوز، وتنغير، وميدلت، وكرسيف، وورزازات.

منقول عن موقع هسبريس